الاثنين، 19 مايو 2014

صناعات وفنون تراثية

      تتميز دولة الامارات بصناعات يدوية وفنون فكانت النساء تبرع فيها وتتميز بها ومن ابرز الصناعات اليدوية :

حرفة التلّي:

التلّي حررفة منتشرة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد كانت تمارسها النساء عادة ، وتسمّى هذه الحرفة" تلّي بوادل" أو " تلّي بتول" ، نسبة إلى كلمة التلّي وهو: شريط مزركش بخيوط ملونة أبيض وأحمر، وخيوط فضيّة متداخلة. " تستخدم (الكوجة) في عمل التلّي، والكوجة هي الأداة الرئيسة للتطريز وتتكون من قاعدة معدنية على شكل قمعين ملتصقين من الرأس، وبهما حلقتان على إحدى القواعد لتثبيت وسادة دائرية تلف عليها خيوط الذهب والفضة للقيام بعملية التطريز"


حرفة المعقصة:

" المعقصة هي الماشطة وهي المجدلة والفلاية والعكافة- أو العجافة- والمضفرة وميزتها الأساسية أنها امرأة تحسن المشط وتتخذه حرفة لها، واعتمد قبول المعقصة في المجتمع المحلي قديمًا على جانبين مهمين، الأول: الجانب المهني ويتعلق بمعرفتها أنواع الطيوب والأمشاط والتسريحات السائدة وقتها للصغار والكبار وتسريحات المناسبات كالزواج والأعياد، أما الجانب الآخر فهو الأخلاقي ويتعلق بالأمانة وكتمان السر كونها تدخل كل بيوت الحارة وتطلع على ما بداخلها من أسرار وخلافات وحالات اجتماعية لا يجب البوح بها.
وثمة جوانب أخرى تتطلبها المهنة مثل سرعة البديهة وخفة الظل والمرح، ولكون المعقصة- عادةً- امرأة فقيرة، مما استلزم قيامها بأكثر من عمل خارج نطاق عملها، كالمساعدة في إعداد الولائم وتجميل العروس وخدمة الضيوف والمساعدة في إعداد وتطريز ملابس العروس وقريباتها، وهي أعمال تتطلب مهارات ومعارف عدّة تتعلمها وتمارسها المعقصة عادة في كل فريج أو حارة، وغالبا ما تستدعى المعقصة من حارة لأخرى، إذا ما ذاع صيتها وشاعت براعتها، وجودة خلطاتها وتجديلها."




صناعة الخوص:

من الصناعات المشهورة المعتمدة على سعف النخيل صناعة الخوص حيث كان للمرأة الحظ الأوفر منها؛ فقسوة الحياة في المجتمع الإماراتي قديمًا دفعت بالمرأة إلى توفير حاجيات أسرتها، ومساعدة زوجها .. كانت المرأة تقوم بتجميع الخوص ونشره في الشمس لتغيير لونه، ثمّ تجمعه في قطعة من القماش بعد تنظيفه من الأتربة.
" لا تعتمد المرأة الإماراتية في صناعة الخوص على اللون الطبيعي له، بل تصبغه بعدة ألوان مستوحاة من الطبيعة مثل: ( الأحمر الغامق- الأخضر- البنفسجي)، وقبل البدء باستخدام الخوص يبلل بالماء، ويلف بقطعة من القماش، حتى يصبح لينًا وسهل التشكيل."(14).
- يصنع من الخوص (الحصير) ، وهو مثل السجاد الذي نعرفه اليوم، ويكون مستطيل الشكل، عليه بعض النقوش الجميلة، وحجمه يكون تبعًا للمكان الذي سيوضع فيه.
- ويصنع من الخوص (السرود) الذي يفرش على الأرض ليتم تناول الطعام عليه.
- وسجادات الصلاة هي أيضًا إحدى منتجات الحصير، وتتميّز بنقوشها الهندسية البديعة.
- وأسرّة الأطفال حديثي الولادة.
- وصناعة السلال والأقفاص والحبال كانت أيضًا تصنع من الخوص.

صناعة السدو :

أبدعت المرأة الإماراتية في الصناعات اليدوية باستخدام ( السدو ) ؛ وهذا يبرز القوة النفسية التي تتمتع بها ؛ فالعمل ( بالسدو ) يحتاج إلى وقت طويل وصبر جميل، إلى جانب الابداع في الأشكال الهندسية وتناسق الألوان التي تنسجم مع البيئة الإماراتية .
صورة رقم ( 24) من كتاب الأزياء الشعبية الرجالية في الامارات وسلطنة عمان ص 222
( السدو ) يشبه ( النول ) المستخدم في صناعة النسيج في بعض البلاد العربية ، ويتكون من أربع حدائد متصلة ببعضها على شكل مستطيل ، تشد على السدو الخيوط في الاتجاه الطولي ، ثم تستخدم قطعة خشبية مربوطة بالخيوط بشكل عرضي؛ لإدخالها بين الخطوط الطولية .
استطاعت المرأة الإماراتية أن تبدع الكثير من منتجات السدو مثل:
- ( العشيرية ) : " وتكون سجادة كبيرة الحجم مكونة من أربع قطع طولية أو ثلاث يتم تشكيلها مع بعض، وهي تستخدم كفاصل في الخيمة بين مجلس السيدات ومجلس الرجال، أو بين المجلس وغرفة النوم في الخيمة الواحدة. " (15)
وألوانها طبيعية ومن أشهرها الأحمر والأخضر العشيرية : ( الخيمة أو بيت الشعر ) تصنع من صوف الجمال الخشن أسود اللون ؛ وذلك حتى تقي مَنْ بداخلها من برد الصحراء القارس ، تنسج الخيمة من عدة قطع تركب مع بعضها بعضًا ، ولا يكون في الخيمة أي نقوش ما عدا اللون الأسود ، أما جوانبها فتتوسطها خيوط بيضاء مستقيمة .
- الساحة : قطعة فنية مستطيلة نسجت لتوضع على ظهر الجمل، وتكون منقوشة بخطوط متعرجة..... توضع الآن على الجدران إظهارًا لبراعة فنها .



صناعة الطين ( الفخار ):

تعدّ حرفة تشكيل الطين مثالًا حيًّا لإبراز العادات والتقاليد الأصيلة لابن الإمارات، فقد استطاع بحنكته وفطنته أن يتكيّف مع بيئته، ويطوعها لحاجاته، ويكيفها مع متطلبات معيشته.
وصناعة الطين أو بما يعرف بصناعة الفخار من أقدم الصناعات الإماراتية فقد ظهرت قبل صناعة المعدن أو النحاس" وصانع الفخار والجرار لا بدّ أن يخرج للبحث عن الطين المناسب، وهو بحكم خبرته أصبح يعرف أماكنها ويتعرّفها بسهولة، ويبدأ بجمع الطين، ويكون عادة على شكل قطع من الصخور في بطون بعض المنحدرات، وعلى القمم الجبلية، ثمّ يحمل الطين... وينقي منه الحصى ويستخدمه في الصناعة"(16)
تكثر صناعة الفخار في الصيف، وتقلّ في الشتاء؛ نظرًا لسقوط الأمطار مما يحول بين الصانع وجودة صناعته، ولكن حرارة الجوّ صيفًا تساعد في سرعة تماسك الصناعات التي أعدّت قبل وضعها في الأفران الخاصة بها.
لصناعة الفخار منتجات عديدة منها:
  • (الخرس): إناء كبير جدًا يستخدم لتخزين التمور، ذو فتحة واسعة تسمح بإدخال التمر بسهولة، ويستخدم أيضًا لتبريد الماء في فصل الصيف، يغطى بقطعة خشبية للمحافظة على نظافة الماء.
  • (المدخن): يستخدم للتدخين، حيث يوضع بداخله العود والبخور.
  • (المصبّ): يستخدم لصناعة القهوة العربية.
  • ( التنور): يبنى على شكل حفرة مستديرة في الأرض ، ويستخدم لبعض الأكلات الشعبية كالهريس، وبعض أنواع الخبز، وشي السمك، ولا يزال مستخدمًا إلى اليوم.
  • (البرمة): تستعمل لطهي الطعام.
  • ومن منتجات الفخار كذلك: الزهريات وأصص الزراعة والمجامر والأشكال الفنية للزينة.
 

صناعة السفن:

تتميز دولة الإمارات العربية المتحدة بشريط ساحلي طويل؛ وعليه فقد غدا الخليج موردًا أساسيًا للرزق: صيدًا ، وتجارةً، وغوصًا على اللؤلؤ، وارتباط أبناء الإمارات بالبحر أكسبهم معرفةً بالجغرافيا والفلك والتجارة والصناعة؛ فكانت صناعة السفن ناتجًا طبيعيًا لحياتهم البحرية، فكرّسوا كل طاقاتهم لصناعة سفنهم وتطويرها باستمرار حتى امتازت بمزايا تندر أن توجد في سفن من سواهم.
عناية الله أعانت أبناء الإمارات إذ توفرت لهم المواد الأولية اللازمة لصناعة السفن؛ وهي الأخشاب التي كانوا يحصلون عليها من جذوع الأشجار، كما ظهرت لديهم الخبرات الفنية؛ فأبدعوا في صناعة السفن التقليدية فاحترفوا (القلافة).




حرفة (القلافة) أو (الجلافة):

حرفة شعبية قديمة يرجع تاريخها إلى زمن بعيد، أو منذ أن عرف الإنسان البحر فركبه سعيًا وراء رزقه، وتحقيقًا لحياة حرّة كريمة، كانت القوارب قديمًا " مصنوعة من الجريد (سعف النخيل) وكانت تسمى البسط وكانوا يثبتون سعف النخيل (بالخيط الحيطي)، وهو خيط سميك من القطن ، فتصبح مركبًا صغيرًا يتسع لشخصين أو ثلاثة أو أربعة حسب الحاجة ، ثم بدؤوا بعد ذلك بصناعة المراكب من الخشب؛ وذلك عن طريق حفر جذع الشجرة ، وتحويله إلى مركب صغير يسمى (البانوش) ، ثم استعملوا ألواح الخشب لصناعة السفن التقليدية الكبيرة" (17) .
شجرة النخيل كانت الرفيق الوفيّ لصنّاع السفن؛ فقد صنعوا من ليفها الحبال بطريقة يدوية، حتى صارت من الصناعات الأساسية التي يتوارثها الخلف عن السلف، واستطاع أبناء الإمارات لف أخشاب السفينة بهذه الحبال، ولذلك لم يجدوا صعوبة في إصلاح سفنهم، واستطاعوا التنقل بها عبر المحيط الهندي والبحر الأحمر.
" كانت بعض السفن عند إصلاحها تحتاج إلى فك جميع ألواحها، وإعادة تثبيتها بخيوط جديدة، وكانت هذه الخيوط -أشبه بما نسميه في الوقت الحالي (قطع غيار الآلات) - متوفرة في كل مكان على امتداد الطرق البحرية التي يرتادها بحارة الخليج ، وتساعد على إصلاح السفن بسرعة وتهيئتها لاستئناف الملاحة دون إبطاء قد يضر باقتصاد الربّان نتيجة انتهاء مواسم هبوب الرياح" (18)
ارتبطت بصناعة خيوط لف السفن صناعة أخرى هامة لاستكمال شد الألواح الخشبية بعضها إلى بعض؛ إذ إن صناعة السفينة تتطلب إحداث ثقوب في أطراف الألواح لإدخال خيوط اللف وشد الألواح ، هذه الأطراف أو الثقوب تحتاج إلى طلاء لسد ثغراتها بعد غرز الخيوط فيما بينها. وكان طلاء الشحم المستخلص من حيتان المحيط (الصل) أو من أسماك القرش (الجراجير) هو الذي يستخدمه الجلافون في طلاء سفنهم .
كان صناع الحبال المستخدمة في السفن يرون أنه من الضروري غمسها في الزيت من حين لآخر؛ حتى تبقى السفينة سليمة لمدة طويلة.


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق